مكون: النصوص القرائية.
موضوع: وطني. ص: 49.
أولا: ملاحظة
النص واستكشافه.
1 – دلالة العنوان:
عنوان النص مركّب إضافي،
أضيف فيه ضمير المتكلم العائد على الشاعر(الياء) إلى الوطن للدلالة على ارتباطهما
وعدم افتراقهما؛ فكلاهما شيء واحد. ومما يدل على ذلك أيضا حذف أداة النداء،
لطيّ المسافة بين المنادي(الشاعر) والمنادى (الوطن).
2- بناء النص:
بني النص على نظام القصيدة العمودية البناء، ذات
نظام الشطرين المتناظرين.
3- صاحب النص:
محمود درويش
(1941 - 2008)، شاعر فلسطيني، من دواوينه الشعرية: أوراق الزيتون - عاشق من فلسطين
- وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلام.
4 - مصدر النص:
ديوان آخر
الليل" لمحمد درويش، ضمن
"الأعمال الكاملة".
5 - الصورة المرفقة:
صورة
فوتوغرافية تجسد الشاعر الراحل محمد درويش، وهو في حالة تفكير وتأمل.
6 - بداية النص ونهايته:
- البيت
الأول: تكرر فيه العنوان، وتردد فيه ضمير المتكلم أكثر من مرة (وطني - يعلمني -
سلاسلي ...) للدلالة على قرب المسافة النفسية بين الشاعر ووطنه رغم بعده عنه
فيزيائيا.
- البيت
الأخير: تغيّر فيه الضمير من المتكلم إلى الغائب، للدلالة على بعد المسافة النفسية
بين الشاعر والعدوّ وكرهه له، رغم وجوده قريبا منه في زنزانته / لن + الفعل المضارع(يبصروا - يسمعوا ): يدل على
استمرار المعاناة والتفاؤل على حد سواء.
فرضية النص:
انطلاقا من
العنوان وباقي المؤشرات نفترض أن الشاعر محمود درويش في هذه القصيدة سيعبر عن
معاني الحب والارتباط والتعلق بوطنه فلسطين، وتصوير ملحمة الشعب الفلسطيني في
مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتمسكه بالأمل حتى تحرير وطنه واسترجاع أرضه.
ثانيا:
فهم النص.
1-
شروح لغوية:
- جداول: ج جدول مجرى مائي.. - جدائل: ج جديلة وهي ضفيرة. - المرج: الحقل اليانع. - الفاتحون: الغزاة المعتدون.. |
- صرير: ما تحدثه السلاسل من صوت وصلصلة. - زنزانة: غرفة داخل السجن تتخذ بشكل انفرادي، إمعانا في
التعذيب. |
2- الفكرة المحورية:
حب الشاعر وطنه، وإصراره على الصمود والتحدي في وجه
الاحتلال الصهيوني إلى حين تحقيق النصر وتحرير فلسطين.
3- مقاطع
النص ومضامينها:
|
حيزه
في النص |
مضمونه |
الأول |
البيتان 1 و2 |
صمود الشاعر وتفاؤله بتحقيق النصر، واكتشافه الروح
الوطنية عند الفلسطينيين. |
الثاني |
من
البيت 3 إلى
البيت 5 |
تحدي الشاعر لكل أشكال التعذيب التي واجهها داخل
السجون الإسرائيلية بالصبر والتفاؤل. |
الثالث |
من
البيت 6 إلى
البيت 9 |
رد الشاعر على المحتلين بمواصلة التحدي والصبر
والصمود. |
ثالثا: تحليل القصيدة.
1 - الحقول المعجمية:
حقل الألم |
حقل الأمل |
عنف -
هزيمتي - عذاب – زلازلي - سلاسل - زنزانة - سدوا ... |
رقة -
المتفائل - شمس - مرج - جدائل - ظلال - توهج ... |
== الأمل في ظل الألم يعني التحدي والصمود،
وبالأمل خفف الشاعر من معاناته داخل السجن.
2- الإيقاع الخارجي والداخلي للنص:
أ.
الإيقاع الخارجي:
ويتجلى في وحدة الوزن والقافية والرويّ(اللام).
ب. الإيقاع الداخلي: ويتجلى في:
-
الجناس: جداول / جدائل.
- التكرار: ويتجلى في تكرار مجموعة
من الألفاظ (الجدران، رسم، شمس، فتح...)، وتكرار مجموعة من الحروف المجهورة (اللام
- الجيم - العين ...) للدلالة على كون الشاعر يقصد البوح بمشاعره والجهر بها.
- الترادف: النور = شمس -
كتبوا = رسموا - أغمدت = غرزت
- الطباق:
ظلام ≠ نور -
عنف ≠ رقة - رسموا ≠ محت
=== أسهمت مكونات الإيقاعين الداخلي والخارجي في إعطاء
نبرة موحدة لموسيقى القصيدة، مع إحداث
تماسك داخلي لجو القصيدة المتسم بسعة الخيال، ما ساعد على شد انتباه القارئ وضمان
تفاعله مع مضامين النص.
3 - الصور الشعرية في النص:
أ - الاستعارة: يعلمني حديد سلاسلي، عرس جداول، أغمدت في لحم الظلام
هزيمتي...
ب- الرمز: - سنابل: ترمز للخصب والخير. - جدائل: ترمز للصبر والشموخ والصمود.
وظيفتها: أدت وظيفة تعبيرية؛ من خلال التعبير عما يجيش في وجدان
الشاعر من أحاسيس وعواطف، وساعدت على تأكيد المعاني والمبالغة في تصوير الأحوال
بالعدول عن اللغة التقريرية المباشرة إلى لغة مبتكرة تحقق لذة جمالية تتجاوز
المألوف المتداول، ويتم ذلك بتشخيص ورسم صور حسية ملموسة
لما هو عاطفي مستتر.
4 - الأساليب الموظفة في
النص:
+ النداء: وطني (حذفت الأداة)
+ النفي: ما كنت أعرف...
+ القصر:
للدلالة على الإصرار والتحدي والرفض القاطع (لم يفتحوا إلا...، لن يبصروا إلا...)
5 - الجمل والضمائر:
- تهيمن على النص الجمل الفعلية؛ للدلالة على حركية
الشاعر ووجوده، رغم كيد العدو (أغمدت، حفرت، غرزت)
- تكرر ضميران على امتداد القصيدة، هما: ياء المتكلم
الدالة على ذات الشاعر الصامدة (وطني، سلاسلي، بطاقتي ...)، واو الجماعة الدال على
المحتل المستمر في ظلمه (سدوا، كتبوا، رسموا ... ).
6 - القيم المبثوثة في النص:
حب
الوطن، فداء الوطن، التضحية في سبيل عزة الوطن...
رابعا:
تركيب.
في هذه القصيدة يكشف الشاعر الفلسطيني محمود درويش حبه
لوطنه، وتعلقه الشديد به، ومعبرا عن روح التضحية والفداء في سبيل الوطن، ثم صور
الشاعر ممارسات الاحتلال الصهيوني التي يريد بها كسر المقاومة الفلسطينية،
وأساليبه في تعذيب الفلسطينيين نفسيا وجسديا، ثم يفصح محمود درويش عن تمسك
الفلسطينيين بخيار المقاومة، وتمسكهم بالأمل حتى تحقيق النصر، وطرد المحتل عن
الأرض، واسترجاع أرض فلسطين وحرية الشعب.
إن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين لا يمكن وضع حد له إلا
بالمقاومة، ولا أدل على ذلك أن معاهدات السلام مع هذا الكيان المحتل لم تفض إلى
إيقاف زحفه للأراضي الفلسطينية، فليس أمام الفلسطينيين سوى المقاومة لطرد هذا
المحتل الذي لا يقيم وزنا لا لمعاهدات ولا لقرارات دولية ولا لحقوق الإنسان.